کد مطلب:240997 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:109

لا تقطع علیه مسألته فیجعلها حجة
كلمة مستخرجة من مناظرة الرضا علیه السلام مع سلیمان المروزی حول الإرادة هل هی أزلیة أو محدثة؟ التی رواها الصدوق:

«قال سلیمان: یا سیدی قد أخبرتك أنها كالسمع و البصر و العلم،

قال المأمون: و یلك یا سیلمان كم هذا الغلط و التردد، اقطع هذا وخذ فی غیره؛إذ لست تقوی علی الرد، قال الرضا علیه السلام: دعه یا أمیرالمؤمنین، لاتقطع علیه مسألته فیجعلها حجة» [1] .

عرفت المناظرة بجعل كل صاحبه نظیرا له فی المخاطبة، یقال ناظرت فلانا أی: صرت له نظیرا فی المخاطبة [2] .

و إن من آداب المناظرة أن لایحید الطرفان عن سبل السلام و الأمانة فلایخون أحدهما صاحبه فی إقامة البراهین و الحجج بالتمسك بما لایصلح حجة فی مقام الاحتجاج إذ ذلك نوع من الخیانة و لعل فیمن حضر المناظرة من یغربتلك الحجة فیصیر سببا فی الإغراء بالجهل المنهی عنه شرعا و عقلا لأنه تمویه و لبس الحق بالباطل و قد قال تعالی: «و لاتلبسوا الحق بالطل و تكتموا الحق و أنتم تعلمون» [3] بالخلط و أن الحق خلاف ما تقولون، مع العلم بالخلط و الخلاف.

و سلیمان من جملة الجهال و إن عده المأمون من علماء المتكلمین و ادخره لان یكسر به الرضا علیه السلام أو یخجله و لكن كما قال روحی فداه عند ما جمع المأمون أصحاب المقالات و أهل الأدیان و المتكلمین من النصاری و الیهود و أهل الشرك رجاء الغلبة علیه السلام:

«یا نوفلی أتحب أن تعلم متی یندم المأمون، قلت: نعم قال: إذا سمع احتجاجی علی أهل التوراة بتوراتهم، و علی أهل الإنجیل بإنجیلهم، و علی أهل الزبور



[ صفحه 377]



بزبورهم، و علی الصابئین بعبرانیتهم، و علی الهرابذة بفارسیتهم، و علی أهل الروم برومیتهم، و علی أصحاب المقالات بلغاتهم، فإذا قطعت كل صنف و دحضت حجته و ترك مقالته و رجع إلی قولی، علم المأمون أن الموضع الذی هو بسبیله لیس هو بسمتحق له فعند ذلك تكون الندامة منه، و لاحول و لاقوة إلا بالله العلی العظیم» [4] .

و من هنا تعلم أن قول المأمون «و یلك یا سلیمان كم هذا الغلط و التردد...» هو أولی بالویل والغلط و إن كان صاحبه جدیرا بذلك أیضا إذنیة فرعون هذه الأمة المأمون و من لف لفه سیئة و العمل یتبع القصد رفعة وضعیة و فی العقوبة و المثوبة و هو معنی الحدیث النبوی: «إنما الأعمال بالنیات» رواه الشیخ الطوسی، [5] و أحمد ابن حنبل، [6] و السیوطی و غیرهم. [7] و الأمر أبین من ذلك.

و قول الرضا علیه السلام: «لا تقطع علیه مسألته فیجعلها حجة» هذا شأن الجاهل كسلیمان المروزی.



[ صفحه 378]




[1] التوحيد 451 - 450، عيون الأخبار 150:1.

[2] نهاية ابن الأثير 87:5 في (نظر).

[3] البقرة: 42.

[4] التوحيد 419، عيون الأخبار 128 - 127/1.

[5] الأمالي 231:2.

[6] في مسنده 25:1، طبع بيروت، دار صادر الطبعة الأولي.

[7] جمع الجوامع 288:1، الهيئه المصرية.